البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا
البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا
تاريخ المسابقة شباط ١٩٧٧
فترة التصميم ١٢ أسبوع
الانتهاء / الافتتاح ١٩٨٠
التصنيف تجاري
المالك الأصلي / الراعي
البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا
المعماري / مصمم المناظر الطبيعية
مكتب عبد المنعم مصطفى
المهندسون الإستشاريون
صديق عبد الوهاب (إنشائي)
ف.ن. ميكلس و لازار (استشاريو تكييف هواء)
تم تفصيل التخطيط والتصميم والإشراف على بناء المقر الرئيسي للبنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا في رسالة بتاريخ ٢١ ديسمبر ١٩٧٦م من مكتب المعماري عبدالمنعم مصطفى. وتبعت ذلك مناقشات بين مكتب مصطفى والبنك لتطوير موجز التصميم ومواءمته مع الميزانية المتاحة. وقد خلُص ذلك إلى عقد تم توقيعه في ٧ فبراير ١٩٧٧م لإعداد الرسومات الأولية. عرض موجز المشروع طلب تصميم مبنى مكاتب مُكيّف مركزيًا بمساحة تبلغ ٤٢٠٠ مترًا مربعًا مكون من خمسة أقسام بأحجام مختلفة وطابق سفلي، مع إمكانية التوسع في المستقبل. واختلفت أحجام الوحدات المكتبية بمساحات مربعة مترادفة من ١٦ مترًا مربعًا. وتم أيضًا طلب إنشاء نادي ومباني سكنية تبلغ مساحتها الإجمالية ٦٠٠ مترٍ مربع
تتميز الواجهة الفريدة للمبنى بتجاويف تم إنشاؤها باستخدام ألواح خرسانية مسبقة الصب، والتي تغلف بناية خرسانية مسلحة من بلاطات وأعمدة. ويتكون مبنى البنك الرئيسي من خمسة طوابق تكاد تكون مربعة المساحة. ويلاحظ أن ارتفاع المبنى يتناسب مع موقعه وسط مدينة الخرطوم، ويتوافق عدد الطوابق مع عدد الأقسام التي طلبها البنك. النادي عبارة عن مبنى أصغر من طابقين على شبكة قُطرية، مع صالة في الطابق الأرضي وغرف نوم أعلاها. الموقع عبارة عن حرم جامعي مسور، شبه منحرف الشكل، يتوسطه مبنى المقر الرئيسي للبنك بالإضافة إلى مبنى النادي داخل حدائق وموقف للسيارات. تتوفر مناظر واسعة للمبنى الرئيسي من شارع سعد الدين فوزي المجاور له، والذي ينتهي عند التقاطع مع طريق المحطة الدائري حيث يقع الموقع. يوفر الطرف الجنوبي من المبنى مساحةً مناسبةً للنادي والمسبح
المدخل الرئيسي شمالًا يطل على شارع السيد عبد الرحمن حيث حركة المرور أبطأ وتتوفر مواقف الزوار، ويوجد مدخل تشريفي إلى الجنوب مخصص لزيارات كبار الشخصيات. تم تمديد مبنى البنك الرئيسي، وأتاح التصميم الأصلي مساحة للتوسع المستقبلي إلى الشرق، ولكن عوضًا عن ذلك تم التوسع إلى غرب المبنى. وأيضًا تم تغيير الواجهة في نفس الوقت من اللون البني الغامق إلى اللون الكريمي المشار إليه أعلاه
تم خلال التوسع تمديد مبنى النادي، ويكتب المعماري جورج عربيد: "قسم العمارة في جامعة الخرطوم، الذي تأسس عام ١٩٥٧م بعد عام واحد من الاستقلال، كان علامة على المشهد المعماري في السودان. تخرج الجيل الأول من المهندسين المعماريين عام ١٩٦١م بالتزامن مع عودة الدارسين بالخارج مثل عبد المنعم مصطفى. وقد أدى هذا الوضع الملائم، بجانب فترة من الاستقرار، إلى ولادة أسلوب معماري محلي أصبح يعرف باسم 'مدرسة الخرطوم'. ويعتبر المقر الرئيسي للبنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا مثالاً قوياً على عمل هذه الفئة الملتزمة بالمبادئ الحديثة للأداء الفني والتكيف مع الظروف المناخية في المنطقة
المبنى له مبدأ واضح في بنائه. تستضيف شبكة هيكلية من الأعمدة والبلاطات كسوة من الألواح الخرسانية المعلقة على مسافة من المبنى للسماح بالإضاءة الجانبية والتهوية للمكاتب. وفي قلب المبنى، يمتد فراغ على ارتفاعه ليوفر ضوءًا طبيعيًا ويسمح تهوية ذاتية". يحتفظ المبنى اليوم بجزء كبير من هيئته وميزاته الأصلية؛ إذ تم الإبقاء على المداخل الرئيسية والتشريفية الأصلية، وتمديد كلا المبنيين بنجاح متباين في اعتبار تماثلهما مع التصميم الأساسي
يقلل شكل المبنى المربع من تعرض سطحه للشمس، وبالتالي يقلل من اكتساب الطاقة الشمسية وتغلغلها داخل المبنى، مما يسهل التبريد. ويعمل بئر الإضاءة المركزي على إيصال ضوء النهار إلى منتصف المبنى مع تقليل اكتساب الحرارة الشمسية
خارجياً، يتميز المبنى بشبكة من التجاويف البارزة التي تتماشى مع المساحات المكتبية الصغيرة في الخلف. ويتم توفير النوافذ الزجاجية فقط على جوانب المكاتب للسماح للضوء غير المباشر بالولوج. وتتميز الألواح الخرسانية بلون بني غني ينسجم مع البيئة الصحراوية
استمر الاستخدام الأصلي للمبنى كمقرٍ للبنك، ويتم شَغل الموقع ومبانيه ومتابعة صيانته داخليًا وخارجيًا بشكل جيد. وتعتبر أعمال تمديد مبنى البنك الرئيسي وتجديد واجهته متناغمة وحسنة التنفيذ، ولكن من أهم ما يبرز خلاله هو تغيير لون الألواح الخرسانية من اللون البني الغامق المميز والمتوافق مع الطقس إلى لون كريمي يخلو من سمات خاصة. وضم التمديد أيضًا واجهةً شماليةً بجدرانٍ ستارية وهو ما يتعارض تمامًا مع مبادئ التظليل وترشيح إضاءة المبنى الطبيعية. كما تم تمديد مبنى النادي ولم يعد المسبح الخارجي موجودًا
تشغل المباني مساحة صغيرة من الموقع، وهناك إمكانية لمزيد من الإضافات والتعديلات مستقبلًا، على الرغم من عدم وجود خطط قيد التطوير حاليًا. ويستخدم تصميم البنك أساليب البناء الحديثة مثل الهيكل الخرساني المسلح، والأهم من ذلك ، أنه مثّل أولى استخدامات الألواح الخرسانية مسبقة الصب في السودان في واجهته. ويساهم شكل المبنى بصورة كبيرة في الراحة الحرارية داخليًا وهو مثال على توظيف التكنولوجيا السلبية (الذاتية)
يشير المبنى وإنشاء البنك إلى مستوى التعاون العربي في ذلك الوقت وتزامنهما مع تأسيس عدة مؤسسات أخرى. وتم اختيار السودان كمقر لهذا البنك بشكل بسبب تداخل موقعه الجغرافي والثقافي الواضح بين العالمين العربي ومنطقة "جنوب الصحراء" بأفريقيا. ويُعد البنك العربي للتنمية الاقتصادية بإفريقيا نموذجًا لما أصبح يعرف باسم "مدرسة الخرطوم" بمرجعيته للحداثة الإقليمية، والتي تتميز بالحساسية للمناخ التي تظهر من خلال خصائص الشكل والمواد المستخدمة. وتُعرف كذلك برفضها الصارخ لأي زخارف تاريخية ، على عكس مبنى الهيئة العربية للإستثمار والإنماء الزراعي أو قاعة الصداقة، على الرغم من أن البعض قد شبه شكل المبنى الهندسي والظلال التي يلقيها ببيوت الفناء التقليدية المستقيمة في المدينة
تقرير
هديل محمد ومحيي الدين جمال
الأرشيفات ذات الصلة
المركز الكندي للعمارة (سي سي آي)
المصادر
إسراء عكان. "إنهاء الاستعمار أم إعادة التوزيع؟ عبد المنعم مصطفى وحداثة منتصف القرن في السودان، المركز الكندي للعمارة، تم الاسترجاع من هذا الرابط
كومونس في الإنترنت، تم الاسترجاع من هذا الرابط