مجمع سفارة الكويت
مجمع سفارة الكويت
تاريخ التفويض ١٩٧٢
فترة التصميم ٦ شهور في ١٩٧٤
بدء العمل بالموقع ١٩٧٥
الانتهاء / الافتتاح نهاية ١٩٧٦
التصنيف إداري
المالك الأصلي / الراعي
وزارة الخارجية بدولة الكويت
المعماري / المهندسون الإستشاريون / مصمم المناظر الطبيعية
مكتب الدراسات الفنية (تيست)، وعبدالله محمد الصبار (كبير المهندسين)، ومعاذ الآلوسي (من العراق)، و ١٠ آخرين داخل المكتب
مصمم داخلي
روش بوبوا (مصمم داخلي) ، فرنسا
المقاولون
شركة الإنشاءات العربية (آي سي سي)، لبنان
يعتبر مجمع سفارة الكويت في الخرطوم رمزاً لنمو العلاقات السياسية ما بين السودان والمنطقة العربية خلال السبعينيات، ويمثل تطوراً جَمَالِياً جديداً يجمع بين تقنيات البناء الحديثة والتقليدية التي تميزت بالاستجابة الممتازة لسياقها. تم تشييد المبنى في وقت كانت تعمل فيه دولة الكويت بنشاط على تطوير العلاقات الدبلوماسية مع السودان، وذلك بهدف الاستثمار فيه مستقبلاً. ومن الجدير بالذكر آنذاك، أن المعماري عبد الله صبار، المهندس النوبي السوداني، كان يعمل مستشارًا للإسكان والتخطيط بالحكومة الكويتية، وكان وزير الخارجية الكويتي آنذاك هو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله-، ولدى الوزارة قسم مستقل مخصص لتصميم السفارات الكويتية في جميع أنحاء العالم. جاء طلب الإنشاء من هذا القسم ومن الوكيل المهندس الدويسان بالتكليف المبدئي بتصميم سفارة بالعاصمة السودانية الخرطوم على أن يتخذ شكل برجٍ زجاجي. وعبر صفته الاستشارية، اقترح المهندس عبدالله صبار توسيع موجز المشروع ليشمل مجمعًا سَكَنِيًّا لخدمة السفارة، ونصح بعدم اتخاذ التصميم السابق، مقترحاً بدلاً عن ذلك مجمعاً منخفض الارتفاع لا يشكل خطراً على المطار المحاذي لموقع المشروع، والأهم من ذلك اتساقه مع طبيعة محيطه منخفضة الارتفاع
تم تكليف المشروع لمكتب صبار للدراسات الفنية "تيست" الذي كان قد تم إنشاؤه حديثاً قد كُلف مسبقاً بتصميم سفارة الكويت في بيروت، وصمم سفارة أخرى في البحرين لاحقاً. وتم تكليف مكتب "تيست" أيضًا بتصميم سفارة السودان في الكويت، لكن ذلك لم يتحقق نسبة لتغير المناخات السياسية بين البلدين. استغرق بناء مجمل المشروع بالكامل ست عشرة شهراً، حيث كانت الحاجة لاستكمال السفارة ملحة، لتخدم اهتمام الكويت المتزايد بالاستثمار في السودان في ذلك الوقت. وتم افتتاح المجمع في نهاية عام ١٩٧٦م
تم بناء مجمع السفارة على موقع ثلاثي الأضلاع يقع على شارع أفريقيا، ويتكون من مبنى السفارة الرئيسي والقنصلية المواجهان للشارع الرئيسي في الغرب، ومنزل السفير في الزاوية الشرقية من الموقع، وسبع منازل متتالية من الجهة الشمالية. وتتكون السفارة من طابقين يطوقان فناءً دَاخِلِياً مَركَزِياً، مع شرفة في الطابق الأول تطل على مساحة خارجية مشتركة في وسط المجمع تضم حوض سباحة ومنطقة لعب للأطفال. وتقع على حدود المسبح إلى جهة الشمال، وبجوار منزل السفير، ست غرف مخصصة لعمال النظافة والطباخ والسائقين والحراس العاملين في السفارة
يتكون تصميم المبنى نفسه من مستويين: طبقة خارجية من ممرات ذات أقواس غير مسقوفة تحيط بالمبنى، وطبقة داخلية من الزجاج والفولاذ، ويبلغ عرض الفجوة بينهما مترين، تتكون من مساحات خضراء تم تصميمها لخدمة العنصرين الجمالي والوظيفي على حدٍ سواء. ويشير الجدار الخارجي إلى ما أسماه المهندس المعماري "العمارة الصحراوية" نسبة للأقواس المستوحاة من العمارة العربية الإسلامية. ولم يكن هذا النسق نادرًاً خلال تلك الفترة من العروبة، التي اتصفت بالبحث عن هوية مشتركة تجلت أيضًا في تصميم المباني في ذلك الوقت. (تقديم الفقرة) يدمج المبنى بين جماليات العمارة التقليدية والحديثة، والاستخدام المتعمد للعناصر العربية والإسلامية في المبنى صاغ نهجاً مختلفاً للحداثة، تم فيه إعادة تقديم التراث التقليدي والمحلي في حوار غير مسبوق مع الحداثة. خلال تلك الفترة، كان العديد من المعماريين العرب يطورون لغة حديثة متجذرة من صميم سياقهم المعماري. وكان استخدام الأقواس كعناصر سياقية معمارية في تمثيل الهوية أحد أكثر مخرجات هذه الفترة شيوعاً. وعلى الرغم من أن المهندس المعماري لا يشير إلى العمارة النوبية صراحةً، إلا أنه يمكن اعتبار المبنى مستلهماً من العمارة النوبية؛ الثقافة التي ينحدر منها المهندس المعماري عبد الله صبار
صممت الطبقة الداخلية لتلبي رغبة العميل في تشييد مبنى من الزجاج والحديد، مع وجود فجوة ما بين الطبقتين لتوفير الحماية، ودرء أشعة الشمس المباشرة، والسماح بانتقال الحمل الحراري. وزُرعت المساحات الداخلية بالنباتات الاستوائية، بما في ذلك أشجار النخيل، التي تبرد الهواء والأسطح الزجاجية الداخلية، مع إضافة فتحة تهوية علوية لخلق تأثير المكدس: (طفو الهواء بسبب اختلاف في كثافته ينتج عن تغير درجات الحرارة والرطوبة، وكلما زاد الاختلاف الحراري وارتفاع الهيكل، زادت قوة الطفو). المشروع، حسب العمارة، احتوى على أول تكييف مركزي لمجمع في السودان، وكان يتم ري الحدائق جيداً، والمحافظة عليها لتوليد رطوبة كافية كاستجابة للطقس الجاف في الخرطوم الذي يصعب فيه تكييف الهواء. كان الفناء مغطى بمنور يسمح بولوج ضوء الشمس المباشر، ويرى المهندس المعماري فتحي بشير أنه على الرغم من أن المقترح كانت لإنشاء مبنى "أخضر"، إلا أن هذا السقف يتعارض مع غرض المبنى الأساسي
لم يحتو المبنى على أي أعمدة داخلية؛ إذ تم تشييده بأساس شريطي وجسور أرضية وطوب أحمر منتج محلياً. كان التشطيب الخارجي المستخدم عبارة عن جص رمل إسمنتي ذي ملمسٍ خشن رملي اللون. وقد جمع بين طريقتين للبناء: ما يعتبر طريقة تقليدية، باستخدام الجدران الحاملة على الخارج، إضافةً إلى استخدام الفولاذ والزجاج الحديث في الداخل. وقامت الشركة الفرنسية بتصميم وتصنيع الديكور الداخلي، وكانت الشركة اللبنانية التي تم التعاقد معها هي التي تقوم على جميع المباني الحكومية في ذلك الوقت، وكانت معروفة بجودة عملها. ونسبة لذلك، صمد المبنى على مدى العقود دون صيانة أو إعادة طلاء؛ لأنه يتناسب جيداً مع السياق الذي صمم من أجله
كان المشروع رمزاً لوحدة الدول التي شاركت في مشروع العروبة، واهتمام كل من الكويت والسودان بتطوير علاقات ثنائية قوية كانت ستتطور بواسطة الاستثمارات الاقتصادية، إذ اتضح ذلك من خلال اختيار المهندس المعماري السوداني الأصل الذي عمل كمستشار لحكومة الكويت، وإشراك مهندس معماري آخر من العراق، بالإضافة إلى المقاولين الذين كانوا من أصل لبناني. تزامن ذلك في وقتٍ كان فيه السودان أكثر انفتاحاً على العالم، قبل العقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية التي فُرضت على البلاد، وتبين ذلك أيضاً في الشركة الفرنسية التي كانت جزءاً من المشروع. ومن المفارقات أن المشروع صار أيضاً ممثلاً لتفكك الوحدة العربية الذي استهل خلال حرب الخليج، عندما انحازت الدول العربية إلى جانب إحدى الطرفين، إما الكويت أو العراق، واختار السودان الأخير. أدى ذلك إلى التخلي عن السفارة ذلك الحين، واغلاق مجمع السفارة خلال فترة الحرب، وأدت العلاقات الباردة بين البلدين إلى التخلي عن المبنى، إذ لم يتم احتلاله بالكامل مرة أخرى. وتم التخلي عن المبنى بالكامل في عام ٢٠١٤م، بسبب العلاقات الدبلوماسية المتغيرة بين السودان والكويت والوضع السياسي، ونُقلت السفارة إلى مكان آخر في الخرطوم، مع بقاء تمثيل دبلوماسي أصغر في البلاد
وفقًا للمهندس المعماري، كانت هذه أكبر سفارة للكويت تم بناؤها حتى ذلك الوقت. وكان النظام السابق -نظام البشير- في السودان يعتزم على هدم المبنى، وتواصل مع السفارة للقيام ذلك. إلا أنه تم إرسال مناشدة من المعهد السوداني للمهندسين المعماريين إلى وزارة الخارجية في الكويت لإنقاذ المبنى من الهدم وتمت الموافقة على الحفاظ على المبنى. في عام ٢٠١٤م اقترح المهندس المعماري تحويل المجمع إلى مجمع ثقافي باسم الكويت. ولكن نسبة للعلاقات المتوترة بين الحكومتين، لم يتم تنفيذ المشروع
تقرير
سهى حسن
الأرشيفات ذات صلة
أرشيف مكتب عبد الله محمد صبار
صندوق الآغا خان للثقافة
المصادر
عبد الله محمد صبار (مؤسس مكتب الدراسات الفنية)، مقابلة عبر زووم مع سهى حسن تموز ٢٣، ٢٠٢٢
محمد فيصل (موظف في سفارة الكويت ومهندس معماري)، محادثة هاتفية مع سهى حسن ، ١٩ تموز ٢٠٢٢
فتحي بشير. التراث الإقليمي الحديث في الخرطوم. المستقبل المستدام للمؤتمر الدولي: العمارة والعمران في الجنوب العالمي، جامعة الشهداء، كمبالا، أوغندا. ٢٠١٢
صندوق الآغا خان للثقافة، أرجينيت. سفارة الكويت، تم الاسترجاع من هذا الرابط
إبراهيم زكريا بحر الدين وعمر صديق عثمان وأميرة عثمان. أعمال عبد الله الصبار، في أفريقيا جنوب الصحراء: دليل معماري، المجلد ٤، من تحرير فيليب موسر وعادل دلباي. (دار نشر دوم، ٢٠٢١)، ٩٤